البناء البياني للصورة الأدبية من خلال الأعمال الشعرية لعزالدين المناصرة (دراسة وصفية تحليلية)
الملخص
مادة الأدب هي ذلك الكون الفسيح على امتداد البسيطة بطبيعته المختلفة من مكان إلى آخر وبطبائع البشر الخيّرة والشرّيرة، الحانية والقاسية، وما يتخلل كل تلك المظاهر، وما يصحبُها من مشاعر وأحاسيس وما يترتّبُ عليها من معاني وأفكار، كلّ ذلك يشكّل مادة الأدب، وعند تكوين كل التجارب والمشاهد والمعاني والأفكار، فإنه يستلزم صورة تترجم عن كل ذلك، وتوحي إلى النفس بشتّى الإيحاءات حتى تنطبع في الأذهان وتستقر في الأعماق ، ذلك ما عمد إليه الشاعر عز الدين المناصرة في تكوين صورة أدبية ترتكز على مباحث علم البيان من تشبيه واستعارة وكناية تجعل المتلقي يشاركه الحدث، وهذا الحشد الكبير والتكثيف ينُمُّ عن محاولة الشاعر إظهار نصوصه الشعرية بأسلوبٍ له قيمة تميّزه بالأصالة، وهذه الأصالة تعود إلى حساسيّة وذوقية ذات رهافةٍ فنيّة، جعلته يتحرّى الدّقة ويتعهّد الانتقاء لمكونات النص وعلى قدر تعبير الصورة ومدى تأثيرها ووقعها في النفس، يتوقف القبول لدى السامع أو القارئ، وإذا كانت الصورة تتفاوت في تعبيرها من حيث الرّفعة والوضاعة؛ فإنه من الأهمية بمكان أن يُؤْخَذّ في الاعتبار الصورة التي تُنَمّي الذّوق الأدبي الرّفيع، وتعبّر عن الفن القولي الأصيل النابع من عمق التجربة الذي يُعمّق المشاعر ويهز الوجدان، ما يجعل تلك الصورة باقية وخالدة وحيّة وماثلة في الأذهان تحرّك المشاعر والأحاسيس.